خلال زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى ​لبنان​، كان كلامه واضحاً بخصوص الحصول على ضمانات لتسليم السلاح، ولم يكتف بهذا القدر بل تعداها ليشير إلى أننا هنا لنساعد اللبنانيين فإما يغتنمون الفرصة أو تفوتهم.

هذا المشهد، يضع علامات إستفهام حول إتجاه الأمور في المرحلة المقبلة، فـ"​حزب الله​" يريد ضمانات لتسليم السلاح، بينما الأميركي يتعامل مع الموضوع على قاعدة أن عليه الاستسلام والتسليم دون أي مقابل، على قاعدة أنه هزم عسكرياً أمام ​إسرائيل​.

اليوم وفي ظلّ كلّ "الضبابية"، يروي مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي توم حرب النظرة الأميركية للملف برمته، ويشير إلى أن "واشنطن تقول إن "حزب الله" هو حزب إيراني موجود على لائحة الارهاب في أميركا، وهو سبب مشاكل للبنان واسرائيل، التي نحن واياها والدول العربية نذهب إلى اتفاقات إبراهيمية وسلام، ولن نسمح بوجود مجموعات إرهابيّة تهدّد أمن المنطقة، خصوصاً أن ​الولايات المتحدة​ تريد إستثمار الأموال".

عملياً، يشير توم حرب إلى أن "إسرائيل إنتصرت عسكرياً وعلى هذا الأساس تنظر الولايات المتحدة، التي تقول للدولة اللبنانية وللحكومة إنزعوا سلاح "الميليشيات"، بما فيهم "حزب الله"، على قاعدة الانتصار الذي حققته إسرائيل، وأميركا لا تريد أن تفاوض الحزب، ومن يريد ذلك هو الدولة اللبنانية التي ترى أنه لا يُمكن نزع السلاح الا بالحوار أو المفاوضات".

"في اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر، حصل تفاهم مع الولايات المتحدة على عدّة أمور". وبحسب توم حرب، أولها إعطاء مهلة ستين يوماً، من تاريخ اللقاء بين الرجلين في البيت الأبيض، لإيجاد مخرج لحركة "حماس" لترك قطاع غزة واطلاق سراح الأسرى، وبنفس الحديث تمّ إعطاء مهلة ستين يوماً أخرى للإيرانيين بالمفاوضات، لإيقاف تخصيب اليورانيوم، وفك أذرع "حزب الله" بالمنطقة، وكذلك تقويض الصواريخ الباليستية"، لافتاً إلى أن "الأميركيين يدركون أنه إذا وقعت إيران على الورقة الأميركية فإن ذلك يعني أن الحزب سيسلّم سلاحه، إذاً عملياً هناك فترة شهرين أي حتى منتصف أيلول المقبل، فإما سيكون هناك الحل الشامل مع إيران أو تصاعد عسكري".

وتأكيداً لهذا الكلام، تشير مصادر مطلعة إلى أن "الولايات المتحدة تعيد رفد إسرائيل بالأسلحة لتخزينها، كما أن هناك عملية نقل أسلحة إلى أذربيجان لمصلحة تل ابيب، اضافة الى تحركات أميركية في البحر الأبيض المتوسط وحول إيران، إستعداداً لما بعد الستين يوماً".

لا يخفي حرب من وجود قلق من الجماعات الارهابية الموجودة في سوريا، من هنا طرح التحالف مشروعاً مختلفاً أو تعديلاً في مهام اليونيفيل، بحيث تنتقل مهامهم من جنوب لبنان إلى السلسلة الغربية لجبال لبنان وتحديداً جزين، ما يُعرف بالغرفة الفرنسية في عيون السيمان، القرنة السوداء وصولاً إلى القبيات، وبالتالي يتم نقل عمل اليونيفيل من الحدود بين لبنان واسرائيل إلى الحدود بين لبنان وسوريا"، مشيراً إلى أن "طرحنا الذي قدمناه لاقى نوعاً من الإيجابية لدى الأميركيين".

بنفس الوقت، ينظر حرب إلى موضوع تحركات الجماعات الارهابية على الحدود بين لبنان وسوريا بطريقة مختلفة، مشيراً إلى أن "هناك خطوطاً حمراء دولية تُرسم لأحمد الشرع لا يُمكن أن يتخطاها، ولكن إذا بقي "حزب الله" على تعنته، فحتماً الجماعات الارهابيّة ستتحرك على الحدود".

فما الّذي سينتظر لبنان بعد منتصف أيلول المقبل، فهل يذهب الأمر نحو حل شامل أم تصعيد عسكري؟!.